قصص نجاح رحلتي مع علاج تضخم الغدة الدرقية بالأشعة التداخلية: تجربة نجاح حقيقية

رحلتي مع علاج تضخم الغدة الدرقية بالأشعة التداخلية: تجربة نجاح حقيقية




لم أكن أتخيل أن انتفاخ رقبتي الذي بدأ بشكل طفيف قد يكون له علاقة بمشكلة طبية خطيرة. وبعد سلسلة من الفحوصات، علمت أنني مصابة بـ تضخم الغدة الدرقية.
في البداية، لم أكن أعرف الكثير عن هذه الحالة، لذلك بدأت رحلة البحث والفهم.

ماذا يعني تضخم الغدة الدرقية؟
علمت أن تضخم الغدة الدرقية هو ببساطة زيادة في حجم الغدة الموجودة أسفل الرقبة، وهي الغدة المسؤولة عن إنتاج الهرمونات التي تنظم عملية التمثيل الغذائي (الأيض)، وتنظيم ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم، ومستويات الطاقة، وأي تضخم فيها يمكن أن يظهر كانتفاخ واضح أو مجرد شعور بالامتلاء في الرقبة دون انتفاخ ظاهر.
وفي حالتي، كان التضخم واضحًا بدرجة جعلتني أشعر بعدم الارتياح من الناحية الشكلية وأحيانًا بضيق في التنفس.

ما هو سبب كبر حجم الغدة الدرقية؟
سألت الدكتور أسامة حتة عن سبب كبر حجم الغدة الدرقية، وأوضح لي أن الأسباب قد تشمل:
- نقص اليود: يعتبر نقص عنصر اليود أحد الأسباب الرئيسية عالميًا لتضخم الغدة، حيث تحتاج الغدة إلى اليود لإنتاج هرموناتها الحيوية.
- الاضطرابات المناعية: مثل مرض جريفز (Graves' disease) أو التهاب هاشيموتو (Hashimoto's thyroiditis)، حيث يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الغدة مما يؤدي إلى تضخمها.
- وجود عقيدات داخل الغدة: قد تتطور كتلة أو عدة كتل (عقيدات درقية) داخل الغدة، مما يؤدي إلى زيادة حجمها بشكل ملحوظ.
- التغيرات الهرمونية: مثل تلك المرتبطة بفترات الحمل أو البلوغ، يمكن أن تؤثر على نشاط الغدة وحجمها.
- التعرض للإشعاع: قد يكون الأشخاص الذين تعرضوا للعلاج الإشعاعي في منطقة الرأس أو الرقبة أكثر عرضة لتضخم الغدة.
- عوامل وراثية: وجود تاريخ عائلي للإصابة باضطرابات الغدة الدرقية يزيد من احتمالية حدوث التضخم.
وفي بعض الحالات، قد يتطور تضخم الغدة الدرقية بدون سبب واضح، وهو ما يُعرف بـ"تضخم الغدة الدرقية البسيط". أما في حالتي، أوضحت الفحوصات أن السبب هو وجود عقدة حميدة أثرت على حجم الغدة بمرور الوقت.

اعراض تضخم الغدة الدرقية:
قبل تشخيصي، كنت أعاني من بعض أعراض تضخم الغدة الدرقية، مثل:
- انتفاخ ظاهر في مقدمة الرقبة يظهر كتورم تحت الجلد خاصة عند البلع.
- صعوبة طفيفة في البلع بسبب ضغط الحجم المتضخم على المرئ.
- ضيق في التنفس خصوصًا عند الاستلقاء بسبب ضغط الغدة المتضخمة على القصبة الهوائية.
- بحة في الصوت نتيجة ضغط الغدة على الأحبال الصوتية.
- أعراض مرتبطة بخلل نشاط الغدة مثل الشعور بالتعب المستمر، أو اضطرابات في درجة حرارة الجسم.
في البداية، لم أكن أضع هذه الأعراض في الحسبان، ولكنها كانت علامة واضحة على وجود مشكلة تحتاج للتدخل.

كيف يتم تشخيص تضخم الغدة الدرقية؟
خضعت لسلسلة من الفحوصات تحت إشراف د. أسامة حتة، حيث تم تشخيص تضخم الغدة الدرقية باستخدام:
- فحص إكلينيكي للرقبة: حيث يقوم الطبيب بتحسس الغدة بحثًا عن أي تضخم أو وجود عقيدات.
- السونار (الأشعة التليفزيونية): يعتبر السونار أداة مهمة لتقييم حجم الغدة وطبيعة التضخم (صلب أم مملوء بالسوائل)، والكشف عن وجود عقيدات.
- تحاليل دم: لقياس مستويات هرمونات الغدة الدرقية (TSH، T3، T4) والتأكد من وجود فرط أو قصور في النشاط الوظيفي للغدة.
- اختبار امتصاص اليود المشع: يتم أحيانًا استخدامه لتقييم قدرة الغدة على امتصاص اليود، مما يساعد في تحديد طبيعة النشاط الوظيفي.
- خزعة بالإبرة الدقيقة (Fine Needle Aspiration): تُجرى إذا تم اكتشاف عقيدات مشبوهة، لتحديد طبيعة الخلايا (حميدة أم خبيثة).
واعتمادًا على نتائج هذه الفحوصات، يتم تحديد خطة العلاج الأنسب لكل مريض سواء كان علاج دوائي، بالأشعة التداخلية، أو الجراحة عند الحاجة. وبفضل هذه الفحوصات الدقيقة، تأكدنا أن التضخم حميد ولا يحتاج إلى جراحة استئصال كاملة.

هل يمكن الشفاء من تضخم الغدة الدرقية؟
سألت الدكتور أسامة هل هناك فرصة للشفاء دون جراحة، فأخبرني أن نعم، يمكن الشفاء من تضخم الغدة الدرقية خاصةً في حال التدخل المبكر واستخدام تقنيات حديثة مثل العلاج بالأشعة التداخلية.
 

علاج تضخم الغدة الدرقية بدون جراحة:
أسعد خبر تلقيته هو أن هناك إمكانية لـ علاج تضخم الغدة الدرقية بدون جراحة. لم أكن مضطرة لتحمل مخاطر الجراحة التقليدية أو البقاء لفترة طويلة في المستشفى. فبفضل تطور التقنيات الحديثة مثل الليزر أو التردد الحراري (RFA)، أصبح بالإمكان السيطرة على الكثير من حالات التضخم الحميد بدون الحاجة للجراحة المفتوحة التقليدية، مع تحقيق نتائج ممتازة ودون فقدان وظائف الغدة.
وتعطي هذه الخيارات فرصة كبيرة للمرضى لتجنب مخاطر الجراحة التقليدية مثل مشاكل الصوت أو الغدد الجار درقية، وتوفر نتائج مرضية وسرعة في العودة للحياة الطبيعية.

علاج تضخم الغدة الدرقية بالأشعة التداخلية:
أجرى لي الدكتور أسامة حتة جلسة علاج تضخم الغدة الدرقية بالأشعة التداخلية باستخدام تقنية التردد الحراري. وكانت الجلسة بسيطة، تحت تأثير تخدير موضعي فقط، وتم خلالها إدخال إبرة دقيقة إلى داخل العقيدة لتقليص حجمها بواسطة موجات التردد الحراري.
بعد عدة أسابيع، لاحظت الفرق بوضوح، فقد انخفض حجم الغدة تدريجيًا، واختفى الشعور بالضغط على الرقبة، وتحسن مظهري العام.
 
علاج الغدة الدرقية بالأشعة التداخلية

وختامًا:
أثبتت لي تجربتي مع تضخم الغدة الدرقية أن التشخيص المبكر واختيار الطبيب المناسب يصنعان الفارق. وأود أشكر الدكتور أسامة حتة وفريقه الطبي، الذين أعادوا لي حياتي الطبيعية دون ألم أو معاناة الجراحة. وأنصح أي شخص يلاحظ أعراضًا مشابهة أن لا يتأخر في الاستشارة، فالتطور الطبي اليوم أتاح حلولًا رائعة مثل علاج تضخم الغدة الدرقية بالأشعة التداخلية.

شارك:
احجز الآن

أحجز الأن